الجمعة، 16 أبريل 2010

يوم مع ورده




طل الربيع من تانى وبعيد عن حرارة الجو اللى زادت ... زهر الورد وملا عطره الكون ..



طلع الورد .... لاقيتني بنزل قبل مكاني .... ولمحت بسمة فى عيونى غابت كثير ...يمكن من آخر مرة شفت فيها وردة ... قلت صباح الورد وكان الرد فى عيونها قبل كلامها ... فى صوتها صفا الورد اللى قعدت تبيعه ... رغم خطوط الزمن اللى بانت على وجهها .... ردت وقالت يسعد صباحك ليكى أحلى ورده .... وإتأخرتى ليه كنت هنا من بدرى .... قلت عايزة وردة مقفولة .... بقول جوايا يمكن أشوف فيها أمل ضاع وأعيش لحظة تحقيقه لما تفتح وردتى ...






أخدت الوردة وناسية طول المسافة .. وناسية الزحمة ... وعايشه بين ورقها ... ما ألطفه !!!


كان يوم طويل رغم قلة أحداثه .. إلا أنها كانت مؤثرة جدااا ... كاد دمى أن يحرق إن لم يكن فعلا ... وجدتنى أعيش قول ( وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ) وجدته حقيقه أحيا فيها ... تتعدد الأسباب وتتجمع حبات الرمل لتكون جبل .... وتد لا يظهر إلا بعضه ويختفى جله بداخلى ...


وفى طريق عودتى كنت أشعر بفقدانى لعقلى تدريجيا .... ولما سمعت صوت ينادى الحساب لو سمحتوا .... لمحت الوردة وكنت نسيتها !!! طلعتها وعيونى بتعتذر ... وعيونها تسامح وتقول هساعدك صدقينى بس قربينى شوية .... عطرى هينسيكى بس جربى .... وبدأت أجرب وكان عندها حق .... وعندى لها خاطر مكنتش محتاجة تقولى جربى ..... نسيت كل شئ أو هربت لها ركزت فى ملامحها ... وفكرت ليه شكلها دايما جميل كده وعطرها ليه ملوش حدود وبيسرى في الدنيا .... ويمكن يكون أجمل ما فيها ياترى بتفكر إزاى .... مستحيل تكون بنفس طريقة تفكيرنا لو كنا مكانها مكنش يبقى فيه ورد فى الدنيا ....






إيد بتزرعها أو متزرعهاش ... وإيد تسقيها أو متسقيهاش ... ويوم ما تبقى أجمل ما فى الوجود إيد تستعجل وتقطفها تدبل بسرعه ... وكأنه إعتراض منها ....أيا كان عمر وإنقضى عدى وفات ... زى أى عمر بيعدى ويفوت ....


خطر ببالى وسألت ليه كل وردة بتفتح بتكون رقيقة وجميلة ولطيفة أوى كده .... ليه مشالتش هم يوم تتقطف وتدبل .... وننسى نقول دى كانت موجودة ....


وكان الجواب منها مكنش بإختيارى إيد تقطفنى وأدبل .... كان ممكن أستسلم وأفكر فى يوم هكون فيه مليش وجود ..... لكن عشان عيونك وعيون كتير بتستنانى بلهفة .... عيون لمحت فيها الحب والود .... عيون شافتنى أمل وتفاؤل فى حياة غابت فيها دى المعانى .... قررت لو حياتى هتكون لحظات هكون سبب سعادة عيون ملهوفة عليها ....






وفجأة لاقيتها بتقولى قربى قربى هقولك سر ... سر سعادتى بجد.... واللى كان سبب سعادة كل عيون تشوفنى ..... وخليه آخر كلام بينا لا تنسى ولا هنسى .... قلت بلهفة وعمرى ما هنسى ... قالت


فكرت فى سعادة غيرى كانت سعادتى هديتى ...


فكرت إن عمرى يوم فقررت يكون حياة طويلة كل ما فيها جميل ... شفتى لونى ... لمستى رقتى ... شميتى عطرى ... ما فى أحلى منى حتى لو عمرى يوم تمام كلامى ؟ ... رديت تمااام






قالت إنتهى الكلام .... أسكت بقى ..... خليكى معايا لآخر اليوم ... وفى نهايته خبينى فى كتابك .... ولو تنسينى مبزعلش .... لكن بلاش سرى يتنسى ...






وفى آخر اليوم .... ورغم إنها غمضت عيونها .... لسه سرها محفوظ جوايا صوته بيرن كأنه أجمل لحن .... صحيح ما هو سر وردتى


ولسه بسمتها مفارقتش عيونى .... ما هى بسمة وردتى ....

هناك 3 تعليقات:

  1. حمد الله على السلامه

    اول تعليق

    ردحذف
  2. الله يسلمك

    شكرا لمرورك

    ردحذف
  3. الله !
    ما اجمل فلسفة الورده...ويا ريت كلنا نتعلم نخلي حياتنا زيها...

    تحيتي

    ردحذف

مرحبا بكل من دخل عالمى