السبت، 30 أكتوبر 2010

التغيير رحمة وليس عبئا


                                  
التغيير مطلب شرعي يفرضه الواقع، ربما يعتبره البعض ثقيلا لكونه مطلبا ، لكن بالتفكير نجده من باب الرحمة ، فعلم الله المسبق بنفوس البشر والأفضل لها كان سببا لجعل التغيير مطلبا .
ورغم أن نتيجة التغيير تعود بالنفع على الفرد المغيّر أولا ، إلا أننا نجد أن الله تعالى جعل لها بالتدقيق ثوابا أعده عظيما ، وربما ليس كما يفهمه البعض شرطا للحصول على توفيق الله وعونه، فالآية الكريمة " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " قد يحمل تفسيرها على وجه أن ثواب من نوى التغيير للأفضل وبدء به أن يتمه الله عليه فيحقق له مراده فيرتقى للأفضل ، وسواء كان التغيير في العبادة أو فى درجة القرب أو حتى فى الأمور الدنيوية المباحة ، فإن الله تعالى دائما ما يعين من سعى لرقى بنفسه وبالتالى بمن حوله ....
وكأى مطلب شرعى به نفع عظيم حتى لو لم نعلم حكمته فالله يعلمها ، وهى فى مجملها تؤدى للنفع سواء البدنى أو النفسى أو العقلى ، وسواء دنيوى أو أخروى لكنها الطاعة لأوامر الله تعالى .
ولأن من المسلم به أن النفع الذى يعود على الإنسان له درجات أعلاها مرتبةً ما يفيد الإنسان ذاته ثم يخص من حوله ، والأكثر تأثيرا عليه وتـأثرا به ، ثم تزداد الدائرة إتساعا فيأتى من يراهم من بعيد ، وربما لا يكون لهم إتصال قوى بهم .

ومثلما كانت هناك درجات قرب ، وبالتالى نفع فكلما زاد القرب كلما زاد النفع الناتج عن التغيير ، وأيضا كلما زادت درجة صعوبة التغيير ، وربما تأتى الصعوبة من درجة أهمية وضرورة التغيير نفسه ، فكلما زادت أهمية التغيير كان مطلبا صعبا ، وربما لأنه يكون أشمل لجوانب عده . فتغيير النفس يتطلب تغيير كافة الجوانب المتعلقة بها فى علاقة الإنسان بربه وعلاقته بالناس وعلاقته بنفسه فى الجوانب الظاهرة والباطنه فى العبادات والمعاملات والأفعال والأقوال فى التفكير ، وربما فى الشعور أيضا ...
وتأتى وسائل التغيير فى درجات أيضا ، فنجد أنها تبدأ باليد ثم باللسان ثم بالقلب ، ولو وفقنا تلك الدرجات مع هذه الوسائل لوجدناها متوافقة تماما وبحكمه بالغة ، وسنجدها تأتى فى سلسلة منطقية ومعقولة ، قد تؤدى لراحة من يفهمها وربما تساعده على السعى للتغيير ...

وهذه االسلسلة هى :
-   تغيير النفس أكثر المطالب نفعا ، وبالتالى فهي أصعبها ( لتعدد أوجهها ولصعوبة الإعتراف بالخطأ  ولهذا سماها رسولنا الكريم بالجهاد الأكبر) ، ولأن النفس أكثر ما يتحكم به الإنسان فإنه يستطيع إستخدام اليد كوسيلة معينه على تغيير نفسه للأفضل وإستخدام اليد غالبا ما يأتي عن يقين داخلي ينتج عنه فعل إيجابى للتغيير وبالتالى تكون اليد هى الأصلح لتعدد الأوجه المطلوب تغييرها فضلا عن جواز إستخدام اللسان والقلب والعقل أيضا كوسائل معينه لليد ، فالتفكير والإعتقاد واليقين حجر الأساس الذى يرتكز الذى يرتكز عليه اليد فى أداء مطلب التغيير الذاتى .
-   ثم يأتى تغيير المحيطين فنجد به نفع يرجع على الإنسان من جوانب عده ، سواء لمساعدته فى الحفاظ على التغيير الذاتى أو ليحيا فى محيط يرضى عنه ، ولأنه لا يملك حق التغيير كما يملكه فى نفسه ، فالوسيلة هنا أقل درجة ، وهى اللسان وهى وإن كانت ذات قوة إلا أنها بالتأكيد أقل من اليد .
-   ونجد فى النهاية تغيير ما يراه الإنسان لكنه أقل تأثيرا ، فيكون القلب هو الوسيلة فمجرد الإنكار بالقلب به نفع قد يكون رفض الإنسان لأمر قد يؤثر عليه سلبا فيرفضه بقلبه ،  وكأنه يحمى نفسه بكل إيجابية ويضع درعا واقيا على قلبه من التأثر بما يرى .
ويجوز تطبيق تلك الدرجات والوسائل داخل كل قسم من أقسام النفس ثم المحيطين ثم من يلونهم ، فداخل الإنسان ذاته نجد أن هناك ما يتطلب تغييره سريعا مثل الإيمان والإعتقاد والقرب من الله بالعبادات فهى أشد طلبا من غيرها من الأفعال وكذلك فى المحيطين نجدها درجات وكذلك يجوز إستخدام كافة الوسائل مع النفس وأيضا مع المحيطين وغيرهم ...
 فهى حلقات ودرجات متداخلة وليست منفصلة ، لكن الحكيم من يستطيع حل عقدها فى الموقف الذى يريد تغييره فهى قواعد تحتاج منا فقط بعض التفكير والإرتكاز على مرجعية واليقين بأنها رحمة وليست عبئا ثقيلا مقارنة بالنفع العائد منها .
 قد يكون هذا التفسير والإستشهاد بالآية الكريمة بعيدا عما ذكرته التفاسير لكن من باب أن القرآن حمال أوجه، ومن باب أن كل ما جاء فى الشريعة به نفعا وهو رحمة بنا بكل المقاييس ، فإن هذه المعانى وجدتها تخطر ببالى بهذا التسلسل الذى لا ينفى ولا يتعارض أبدا مع أى تفسير آخر ...

عندما تملك من يحيرك !!!!




غريب حقا أن تجد نفسك تفكر فى أمر يأخذك عن العالم ، يذهب معه قلبك حتى تشعر به مسافراً بعيدا عنك وأنت تحاول جذبه ومنعه وهو بكل إصرار لا محالة مسافراً .. وتتبادلان إتهام كسر الخاطر وجلب المتاعب ، وتكون معه فى حاله تنشغل بعا دموعك عن عينك .. فتظل تدمى من داخلك ولا تدمع عينك فلا هى تدمع حتى يمسح دموعك قريب ، ولا أنت تملك قلبك فتستريح ..... وبينما أنت فى تلك الحالة العجيبة بكل ما فيها من ألم وحيرة وقلق وجراح تنزف ، تجد عقلك يأخذك لمكان بعييييييييييد عما كنت فيه  ، وكأنه يجذبك فى طريق مملوء بأشواك وكسر زجاج  حتى ينتهى مما يريد فيدعك تعود فى نفس الطريق وحيدا على نفس الجراح فتزييييد فتصل لما كنت عليه فربما تعود فلا تجد قلبك ..........

   وبين قلب وعقل قد لا يتفقان تحيا مشتت ، تكاد تفقدهما معاً رغم أنك بمقاييس البعض مازلت على قيد الحياة ... وأى حياه هذه التى تفقد فيها السيطرة عما تملك ... وأى حياه هذه التى يحتار فيها قلبك وعقلك ولا يصل أحدهما لما يريد .... وكلما رأى أملا جرى عليه وجده سراباااااااااااً    .