كان لازم نكتب فى عيد الأم
لكن مكان الكلام عن ماما مكنش هنا
أعترف الآن بعدما أدركتُ سبب ما كنت أفعله فى الصغر أن فكرة الموت دائما ما كانت
تشغلنى ولا يوجد سبب آخر لِما كنتُ أفعلهُ بهم وهم نائمون ، كنتُ أحبس أنفاسهم بيدى
حتى يصلون لمرحلة المقاومة والمنازعة وهم نائمون ، كنت حريصه ألا أصل للنهاية رغم أنها هى ما كانت تشغلنى !.
لم أكن ظالمه كنت أجربها فى نفسى أيضا أمام المرآه حتى أجدنى لا أقوى على المقاومة وحتى يصبح لونى أزرقا ولا أقوى على المزيد من كتم الأنفاس ، ولا يظل فى النهاية منقذا إلا فكرة " الروح عزيزة " هى وحدها كانت تنقذ إخوتى الصغار وتنقذنى أنا أيضا من الموت خنقا وكتما للانفاس ! .
لم أكن شريرة أو غبيه فقط كنت طفلة بعمر الخمس سنوات أسير وراء التساؤل الذى عادة ما كنت أفكر فيه :
كيف يموت الناس ؟ كيف تكون اللحظة الفارقه بين الموت والحياه ؟ التساؤل الذى كنت أبحث عنه وأريد رؤيته لأتيقن من الإجابة !!
وكان لكل المحاولات أن تبوء بالفشل لأن العقل وحده فى هذه الحاله والجرى وراء معرفة الإجابة كان حتما سيؤدى إلى كارثة بداخلى أولا وبغض النظر عما كانوا سيفعلونه بى ، ففقْد أحدهم لم يخطر ببالى أبدا فكيف أكون أنا السبب . لا يمكن أبدا أن أدع هذا يحدث ، وكل ما كنت أفعله أنهم وحدهم من أستطيع أن أجرب فيهم حتى أصل للإجابة المحيرة لطفلة عمرها لا يتعدى - الخمس سنوات - لا أكثر .
أعترف الآن لأننى وقتها كنت أخاف من العقاب - الذى لم يكن ينتهى - كنت أعلم أن ما أفعله خطأ كبير وربما يفسره البعض مرضا لكننى أكرر لم يكن إلا طريقة لمعرفة حقيقه لا أدركها ولا أعلم كيف تحدث .
وأعتقد أن من يسمع إعترافى هذا عليه أن يعى أنه أمام عقل يفكر كثيرا منذ كان صغيرا أو كنت أنا صغيرة فربما خلق هو كبيرا .
لا أتذكر كيف نشأ التساؤل نفسه ، هل من مشاهدة التلفزيون ؟ أم من تكرار حالات الوفاه لمن أعرفهم من جيران وأقارب ؟ لا أذكر لكن حتما لكل هذه الأحداث دخلا بالإضافة إلى خيالى وتفكيرى الخاص .
أيا ما كان لابد أن هناك تحليلا خاصا لهذه الحوادث التى كدت أن أرتكبها فى حق نفسى - بموتهم - فموتى ليس حادثا مُهِمًًا بالنسبة لى وإلى الآن هو لا يشغلنى كما يشغلنى ما يخصهم .
التحليل الذى أقصد هو
تفكير طفلة فى هذه السن المبكرة فى حدث جلل كالموت ؟
البحث عن الإجابة بوسائل جريئة ومغامرة - أو إجرامية - ؟
التنفيذ والحذر - كان شديدا وكنت أعلم ما أفعله أتذكر تماما كيف كنت وقتها وكيف كنت منتبهه - ؟
على العموم الموت سيظل تساؤل لن نعرف إجابته إلا بالتجربة . لكن بعدما سنجربه لن نملك حق إشاعة الإجابة فهى شخصية جدا لا يحق لأى منا عندما يجربها أن ينقل تجربته لآخرين فكل منا سيكون له تجربته المميزة والفريدة .
وإلى أن يحين وقت معرفتى للإجابة سيظل التساؤل الذى لم يعد مؤرقا كما كان وأنا فى سن الخامسة .
لم يكن هذا إعتراف للشعور بالذنب بقدر ما هو لحظات أفكر فيها كيف كنت فأتذكر تلك النظرات وطريقة المشى أو الجرى طريقة التفكير وكيف كنت أبدو وأنا أفكر ..
أكتشف بعد الكثير من التفكير أن ما حدث قد كان كثيرا وأكثر بكثير من أن أتجاهله الآن ، وإن لم يعطى فائدة فقط أعلم أن كل صفة موجوده الآن هى صفة أصيله ولها جذور موجوده منذ صغرى وربما منذ ولادتى .