** أرجو متابعة القراءة والتعليق للأهمية **
لم يخلو الحديث فى القرآن الكريم من ذكر حالة من الحالات
الإنسانية التى يمكن أن يمر بها الإنسان فى حياته مهما كانت طباعه ، فلم يقتصر
الحديث فيه على حالات العبادة والتقوى وتعلق القلب بربه وأنسه به سبحانه ، لأننا
كبشر نمر بحالات تتفاوت فى درجاتها وأوقاتها .
لقد أتى القرآن الكريم معالجا لكافة الحالات والعلاقات التي
يحتاجها الإنسان فى حياته ، وهى علاقة الإنسان بربه و بنفسه و بالناس من حوله ، فنظمها
وناقشها فى تفصيل أو إجمال يفصله الحديث الشريف ، لكنه وصل إلى عمقها ليرسم نهجا
مستقيما لا يضل من يتبعه ولا يشقى .
وفى سيرة رسولنا الكريم _ صلى الله عليه وسلم _ دروسا
تعلمنا المعاني الراقية فى المعاملات فى مختلف العلاقات الإنسانية ومهما كانت درجة
القرب أو البعد ..
ما سبق كانت مقدمة لابد منها للدخول فيما أود الحديث عنه
كرأي شخصي أقتنع به وأجد له الدليل الواضح فى ديننا الحنيف الذي لا يجوز الحيد عنه
ما استطعنا لمن أراد أن يكون متبعا حقا .
عندما تحدث القرآن الكريم عن العلاقة بين الرجل والمرأة
لم ينكر العاطفة الفطرية بينهما لكنه
قننها بما يحقق أفضل النتائج للطرفين وقد جعل الحديث فى إطار شرعي _الزواج _ ليبين أنه السبيل الأوضح والأصح ،
ولأنه سبحانه وتعالى الأعلم بنفوس البشر . ولم يخلو الحديث فى القرآن الكريم من معانى الحب
والعاطفة لكنه يعلمنا رقى المعاني وحياء الألفاظ التى يجب أن يتحلى بها المسلم
أكثر من غيره ، فلكل دين خلق وخلق الإسلام
هو الحياء .
فلم يمنعنا
الدين من الشعور بالمحبة والعاطفة ، ولم ينكر إنجذاب الطرفين لبعضهما ، لكنه أيضا
علمنا الطريقة الأفضل والأنبل فى الحديث إذا لزم الأمر عن تلك العلاقة والحالة
الإنسانية التى لا غنى عنها .
حديثي يركز على طريقة تعبيرنا عن مشاعرنا ، أرى أنها
كلما كانت أقرب للغة القرآن كانت أصدق وأشمل لمعاني أعظم وأعف ، وكانت داعية
للإحترام والثقة لاسيما ثقة المرأة بالرجل وشعورها بخوفه وحرصه عليها واحترامه لها
وهو ما يفرق كثيرا فى استمرار العلاقة .
فعندما تحدث القرآن الكريم فى قوله تعالى "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "(سورة الروم الآية 21 ).. لم يأتي مثلا بلفظ كالذي نجده دارجا على ألسنة
الكثيرين _ العشق _ ورغم أن ألفاظ المودة والرحمة والسكينة أشمل لكل معانى المحبة ودرجاتها
لكنها ألفاظ لا يستحى المرء الأشد حياءا من ذكرها فى معرض حديثه فى أي مقام كان .
ومن الأمثلة أيضا التى نجدها فى القرآن الكريم قوله تعالى"أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ "( سورة النساء الآية 43 ) ، فنجد أنه يختار الألفاظ الأشد تأدبا وحياءا دون أن يخل بالمعنى أو
يبتعد عن المقصود الذي يفهمه كل من يقرأ هذه الآيات .
ونجد أيضا
الرسول الكريم _ صلى الله عليه وسلم _
كبشر ومعلم وقدوة يعلمنا كيف تكون العلاقات السامية التى تجسد أفضل
النماذج فى المعاملات على الإطلاق ، ومن صحيح السنة نعلم كيف كان يحب زوجاته _ رضي
الله عنهن _ وكيف كان يعاملهن وكيف كان نموذجا مثاليا فى العطاء والحب ، لكننا
أيضا نتعلم منه صلى الله عليه وسلم كل يجعلنا نفخر به فرغم حياءه الشديد ورغم أن
فى السيرة دروسا نتعلم منها أدق التفاصيل فى حياته صلى الله عليه وسلم فلم نجد
حديثا واحدا به ألفاظ نستحي من ذكرها ، فلم يكن صلى الله عليه وسلم فاحش ولا بذئ
وهكذا يجب أن يكون المؤمن .
لم أقصد أن نبتعد عن الكلام ( الرومانسي ) لكن أردت أن
يكون بأسلوب مختلف أكثر تهذبا خاصة فى الأشعار وما يُنشر على الصفحات والمواقع .
فقد كان هناك فرق بين أشعار الجاهلية والأشعار بعد
الإسلام خاصة فيما يخص الغزل الصريح ، ومع ذلك لم يخلو الشعر بعد الإسلام من معانى
الرومانسية لكنها أصبحت أكثر إلتزاما بتعاليم الدين التى لا تخدش الحياء .
نعلم أن ما زاد عن حده كانت نتائجه عكسية ، وهذا ملموس
ولا يخفى على أحد ، ولا يخفى أيضا أن أغلب المعجبين والمشجعين لمن يكتب أو يتكلم
طوال الوقت بما يسميه رومانسيه ، ينقلبون وتنقلب كلماتهم إذا خلو بأنفسهم أو سُئِلوا
عمن يكتبون أو يتكلمون بها !! حتى وإن كانت لشخص يستحقها شرعا _ زوج أو زوجه _ حتى وهم أنفسهم من كتبت لهم أو قيلت عنهم مع الوقت يتغيرون أو يطلبون المزيد دون مقابل
محسوس أو أنها تفقد قيمتها الأولى مع الوقت .
كما أن الحالات الإنسانية أكبر بكثير من أننا نقصرها فى
علاقة عاطفية بين رجل وإمرأه ، لكن هناك لغة العقل والقلب أيضا وبعيدا عن الجمود
أو الميوعة ، فالحالات الوسط أكثر بكثير من أن تُحَد فى نوع واحد من العلاقات ،
وإن كانت أغلب الحالات سيتصدر فيها الرجل والمرأة البطولة لأنهما الحياة .
لم يكن حديثي وإثارة الموضوع بغرض الإنتقاد للبعض ، لكنه
رأى شخصي ودعوة ولتكن قُربة نتقرب بها لله عز وجل ، فقد خلقنا ولم يحدنا فى نوعية
معينة من العلاقات وإن كانت الأهم ولم ينكرها سبحانه علينا ، ولم أنكرها أنا
بالضرورة ، لكنه عز وجل قننها وهذبها وجعلها أنبل وأسمى ، وهذا ما أردتُ أن أوضحه
من حديثي هنا .
كانت هذه الدعوة لها أسباب حفزتني على كتابتها أولها
أنني منذ دخولي عالم النت قرأت الكثير من الأشعار والخواطر التى يكتبها الشباب
للتعبير عن مشاعرهم بغض النظر عن كونها صادقة فعلا أو غير ذلك لكنها كانت بألفاظ
كنت أستحي ولا أجد عندي كلمات للرد عليها ولم
يكن عدم ردى عليها قصور فهمى أو شعوري بها كما يظن البعض لكن قد يكون السبب فى
طريقة التربية التى نشأت عليها فقد كانت أمى مثلا تمنعنا من مشاهدة الأفلام
العربية لأن بها مشاهد لا يجوز للأطفال أن يشاهدوها وعندما كبرنا وحاولنا مشاهدة
تلك الأفلام لم تنل إعجابنا فقد كنا قد تعودنا على تغيير القناة عند أى مشهد لا يجوز
مشاهدته ببساطة لأنه لا يفيد ولا يزيد من يشاهده غير الجرأة الغير مستحبة ، والآن
وبكامل إرادتنا لا نشاهد هذه الأفلام .
وسبب آخر حفزنى على التفكير فى هذه الدعوة ، فى الفترة
الأخيرة قرأت عدة روايات لكتاب وروائيين أكثر من رائعين لا يختلف عليهم أحد ، لكن
كنت دائما أنتقد أن يأتى فى وسط الرواية تفصيلا لمشهد فاحش فى وصفه وألفاظه دون
مبرر أراه _ أراه غير مبرر لأنه لا يزيد القارئ إعجابا أو فائدة من أى نوع _ خاصة
إذا كانت الرواية تاريخية مثلا ، فقد تكون الرواية بعيدة فى موضوعها عن
مشهد يجسد فيه الكاتب ما لا يسرنى أن
أقرأه ، فيجعل تلك الصفحات القليلة سببا فى خجلى أن أذكر أنى قرأت هذه الرواية أو
أن أنصح بها أخى أو أختى ، فلتكن هناك روايات خاصه تُعرف من عناوينها إن أرادوا
الإسهاب فى الوصف والتفصيل ، وإن كان لابد من التعرض لتلك المواقف لضرورتها كتاريخ
فلتكن إجمالا ولن يختل المعنى أو المشهد وهم أصحاب اللغة والمتبحرون فى المعانى ،
فلا داعى أبدا أن يمارس الكاتب خياله فى الإطالة بما يخدش حياء القارىء _ وإن كنت
أنا وحدى _ .
هذه الروايات تكون أشبه بفيلم وثائقى أو تاريخى يتحدث عن
حروب وصراعات ثم يفرد المخرج جزءا منه لعرض مشاهد رومانسية _ كما يسمونها ويدعون
أنها تخدم النص !!! _ فهى وإن كانت ضرورية فلتكن بإيجاز .
هذه دعوة قد لا تجد القبول من البعض أو ربما من الكثيرين
لكن هذا ما أقتنع به وأشعر بإرتياح وأنا أخطه بقلمى وأدونه هنا ، وأعلنها أنها
أمنية غالية أن أجد لهذه الدعوة صدى عند كل من يقرأها بل وأتمنى أن يفعلها ويدعو
لها كل من يعرف ولتكن كما ذكرت سابقا قربة نتقرب بها إلى الله تعالى .
فليكن حديثنا وكتابتنا بلغة القرآن الكريم أيا كان
الموضوع الذي نتحدث فيه ..