الجمعة، 21 مايو 2010

عندما تضيق الأرض بما رحبت



عندما نكون فى مكان ضيق ونشعر بالضيق والتقيد فهو أمر طبيعى يجعل العقل صاحب البرهان يستريح ويتجه تفكيره لإيجاد حل للخروج من هذا المكان ، مجرد التفكير فى إيجاد حل يعطى الأمل للقلب يعيش به وعليه ...



لكن من الصعب حقا أن تكون فى مكان واسع وعالم فسيح يتسع للكثير والكثير ، ما تدركه وما لا تدركه ، تعلم هذا وتثق أنه حقيقة وواقع ورغم ذلك تشعر بالضيق والتقيد ...ترى هذا الفضاء الفسيح يتسع لكل من حولك ويأتى عندك ويضيق كلما توجهت لجهة وجدت نفسك عند حافتها ، لا تستطيع الرجوع ولا الإستمرار وربما يصل الضيق لحد أنك لا تستطيع أن تظل واقفا ...
                           



ألهذا الحد ضاقت الدنيا للحد الذى لا يوجد بها مكان لوقوفك ، تتحول الأحلام رغما عنا فى هذه الحالة فبعد أن كانت أحلام تدور فى فضاء فسيح منطلقة لا حدود لها تصبح مقيدة ، وكلما زاد الضيق وزادت القيود قُيدت الأحلام أكثر حتى أصبحت مجرد حلم بوجود مكان يصلح للوقوف فيه ، ومهما حاولنا تذكر أحلام قد كانت ، نجد الدنيا تصرخ لنفيق وكان مجرد الحلم بالبراح يزعجها منا ، فى البداية كان السؤال لماذا منزعجة منا ؟ ألا يوجد لنا مكان بها حقا عليها لنا ؟ونظل نبحث عن مكان غيره قد توافق الدنيا على وجودنا به ، لكن مع إستمرار رفضها لنا وإنزعاجها قد يوصلنا لحالة مستمرة من الرفض الداخلى والإنزعاج حتى لو لم تعد هى منزعجة ، قد أصبح إحساس مسيطر أنه لا يوجد مكان لنا الحق فيه حتى لو جاء من يخبرنا بذلك فإنه مدعى لم يعد لدينا القدرة على التصديق ولا الأمل فى أن هناك غير الضيق والقيود...







لم يكن فى البداية لدينا رغبة أو إقتناع بضرورة المقارنه مع آخرين يشعرون بحقيقة الفضاء الفسيح ، ولا كيف يسيرون به ويملكونه حقا وليس إعتداءا ، فلهم خُلق ومن حقهم كان ، لكن مع كثرة القيود التى وجدها العقل أمامه فلم يعد تفكيره  فى أن يجد حلا أو جهة أخرى حتى لو لاح له فى الأفق نجما يسطع بوجود مكان له ، وبعد فشله فى إعطاء الأمل لقلب سار خلفه كثيرا وأتخذه قائدا وثق به ...



وصل العقل لحد المقارنة بآخرين يراهم من بعيد رغم قرب المكان فهم حوله وبجواره يسمعهم ويراهم لكن لا يشعر بهم ربما من كثرة القيود التى وضعتها الدنيا بدايةً حتى أصبحت ملازمة له حتى لو كانت وهم فهى موجوده . وصل لمقارنه لم تكن أبدا تشغله ولم يخطر له أن تشغله ليست مقارنة حقد أو غيره مطلقا ،لكنها مقارنه تقف عند حد التفكير فى كيف يستطيعون التعامل مع هذه الحياة ؟ كيف يحصلون على حقوقهم بسهولة أو على أسوء تقدير بعد تعب بسيط لا يفقدهم الأمل فى الحصول عليها ...







توقفنى كثيرا الآية الكريمة " .. حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ... " يااااااااااااه ضاقت عليهم أنفسهم هذا هو أصعب ما يمكن أن يشعر به بشر . وما أصعب أن نجد كل من حولنا يهربون منا عمدا منهم أو رغما عنهم ...







قد نقف عند هذا الجزء وهذا المعنى الذى يمتد ليغرق فيه كل إحساس لدينا كأننا دخلنا فى دوامة لا نستطيع الخروج منها ولا المقاومة ليس لدينا سوا الإستسلام لها..







تأتى باقى الآية الكريمة بأجمل وأروع ما يمكن أن يحصل عليه بشر ما يجعله ينسى حقا كل ما فات مهما كانت قسوته ..." ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " يااااااااااااااالله يااااارحمن السموات والأرض ...مالنا سواك .



كانت توبة الله عليهم هى البداية التى ترتبت عليها توبتهم وقبولها منهم ... سبحانك لا اله إلا انت إنى كنت من الظالمين .










هناك تعليق واحد:

مرحبا بكل من دخل عالمى