الخميس، 19 أبريل 2012

غرناطة

* بعد قراءة رواية غرناطة لـ رضوى عاشور 


أرقتنى .. وكأن المسلمون لم يهنئوا فى قطر ولا زال الإستعمار- داخلى وخارجى -  بوحشيته يلاحقهم لكنها فتن ظاهرة وإن صعبت فإن جهادهم ربما كان أيسر لوضوح العدو ، أكثر من الفتن الباطنه وأمراض القلوب ... وفى النهاية كلها إبتلاءات لا تَسأل فيها لماذا أو كيف ولا إلى متى ؟؟

تسائلت بعدها- غرناطه - وبعد الطنطورية لــ رضوى عاشور ، هل المواجهة وإن كلفت الحياة أفضل أم الرحيل لمكان أكثر أمانا ؟؟
النهاية محددة بميعاد ومن كان فى الموقف ربما كان محقا أيا كان قراره ..

تمسكنا بالكبرياء وعدم السماح للدموع بالنزول أمام من يريد أن يعذبنا ويتهمنا باللامبالاه أو بعدم الإحساس .. هل هو صواب أم أن الدموع والتحايل لإنقاذ الحياه  تكون من حسن الفطن ؟؟؟

هل النجاة بالدموع وإظهار الألم من الذكاء لضمان حياة أو نيل أمنية ما ؟؟

هل يكون الكبرياء أحيانا من الغباء والتبلد ؟؟ وهل يتحول إليهما ؟؟؟ أم أن النظر لكل الأمور أنها من القدر وبيد الله والصبر على تعقدها واجب .. والأصح عدم إظهار الألم للعباد وإن كانوا سببا فيه وإن كان إظهاره قد يكون سببا فى تخفيفهم له ؟؟ أليس هم أيضا بيد الله وهم مجرد وسيلة لتحقيق قدر الله ونفاذه علينا .؟؟

متى يتحول الصبر إلى بلاده وضعف ؟؟ هل أخطأ من مات كمدا عندما ظل ينتظر فرج الله بأن ينجى عباده الصالحين كما كان يعتقد ثم لم تأت النجاه ورأى تجبر الظالمين وتعذيبهم لمن ظنهم عبادا صالحين سيحميهم الله وينجيهم ؟؟
فالأيام والأحداث ربما ينتهى العمر ولا تعى لما كانت وما الحكمة منها فهى فقط إرادة الله دون البحث عن تفسير

وإلى أن أجد إجابات مقنعه وشافية لهذه التساؤلات المؤرقة والمرهقه جدا ، سأظل على ما أنا عليه من عدم إظهار الألم .. والصبر وإن طال الألم .. فمن أبكانى لا يستحق شرف رؤية دموعى ... وما الأحداث إلا قدر من عند الله نافذ لا محاله وحساب من يعتدون على الله ولا أملك غير قول حسبى الله ونعم الوكيل وأنا على يقين أن ماشاء الله كان ومالم يشأ لم يكن ... ولا حول ولا قوة إلا بالله ..


***********
إقباسات من رواية غرناطة لـــ رضوى عاشور :

- أيام يبدو المستقبل فيها كصباح شتائى يجثم عليه الضباب فلا يكاد المرء يبصر فيه موقع قدميه .
- فى تلك الأيام كان يجتر الماضى ، الماضى الأبعد والغصن ينمو تلقائيا والماضى الأقرب وقد صار مقطوعا من الشجرة تتقاذفه الرياح - يزداد صمتا ، صمتا كثيفا يحجب عن عيون أقرب الناس إليه إعصارا داخليا .

********

لازلت أفتقد مريمة والرحيل .... الجزء الثانى والثالث من ثلاثية غرناطة :( 

هناك 17 تعليقًا:

  1. متي يتحول الصبر الي بلادة وضعف

    اعجبني السؤال

    وفي اعتقادي حينما يكون الصابر مرغما علي الصبر

    وليس بيده اي حلول اخري

    تحيتي

    ردحذف
  2. الصبر حين نرغم عليه لا ينفى الصبر مثل الاسر مثلا

    لكن ان يتحول لبلاده قصدت به انه ربما نصبر على امور لا يجوز الصبر عليها
    وبالتالى هى بلاده ... الموضوع بيدور فى دواير مفرغه


    شكرا لمرورك

    ردحذف
  3. سيدتي عندمايتحلي عباد الله بالصبر فليس هذا بلاده ولا ضعفا ولكن ثمة قوه روحيه وشحنه ايمانيه تعينهم علي هذا الصبر وكل ابتلاء يصيبهم يستقبلونه بنفوس راضيه ,هؤلاء قوم تعلقت افئدتهم بما عند الله فهم يطمعون في رحمته ورضوانه.

    " الم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايُفتنون . ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"


    {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}

    صدف الله العظيم

    ردحذف
    الردود
    1. طبعا فيه فرق بين الصبر والبلاده
      اقصد ان البلادة تأتى عندما نصبر على ما لايجوز الصبر عليه

      شكرا لمرورك

      حذف
  4. عزيزتي رؤى ..

    إظهار ألمنا و حسرتنا على ضياع الأندلس - إسبانيا - و طنطورية و غيرها ليس ضعفًا برأيي ..
    فنحن بدموعنا نخلد تلك القضايا أكثر ،
    و نمنحها وهجًا أكبر في قلوبنا ،
    و تشتد من بعد ذلك رغبتنا في تحريرها بشتى السبل ..

    لكم كتبتم عن تلك الرواية ..
    و لكم أنا أريد أن أقرأها ،
    و لكن للأسف هي غير متواجدة في مكتبات غزة ..
    :(

    دمتِ بأملٍ .. رؤى ..

    تحياتي لكِ ..

    ردحذف
  5. رؤي
    ان الله ينصر المظلوم ولو بعد حين
    تخيلي هذا الحين يصل ل 10 سنوات فهل يظل الانسان ينتظر نصره و يبقي صبره علي ما هو عليه بنفس القوه
    بيتهيالي الفكره ان الواحد يتاكد ان ربنا هينصره فس اي وقت فيترك الالم للزمان ويكمل حياته علي يقين ان ربنا سينصره ويعيد حقه ربما يمل الانتظار ان ضعف الايمان
    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. الصبر كأى فضيله وهو شطر الإيمان والايمان يزيد وينقص كذلك الصبر

      طبعا الصبر من اسمه مر ومؤلم لكن حالة الرضا به تعطى مزيد من الحسنات

      ربنا يكتبنا من الصابرين ويجعلنا عبيد احسان

      شكرا لمرورك وصف

      حذف
  6. رضوى عاشور الروائية المصرية وزوجة الشاعر والكاتب الفلسطيني مريد البرغوثي وأم الشاعر تميم البرغوثي...قرأت لثلاثتهما فوجدت الابداع سيد أقلامهم ..

    اقتباسات وتحليلات ابداعية
    ومتميزة...
    شوقتيني للقراءة

    تحيتي لك دوما

    ردحذف
    الردود
    1. عندك حق هذه عائله ادبيه رائعه

      كل منهم له اسلوبه ورونقه الخاص ويشتركوا فى الابداع

      دمت بخير زينه

      حذف
  7. وضعت الثلاثية على قائم قراءات الشهر القادم
    فتحتي نفسي جدا على قراءتها
    اشكرك على البوست

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لمرورك

      هى فعلا تستحق


      دمت بخير

      حذف
  8. يجب ان نبكى و نتألم

    فالبكاء بداية الشعور بالحزن
    و الحزن بداية الشعور بالفقد
    و الفقد بداية الشعور بالالم
    و الالم بداية التحرك

    و لن يحدث شيئا ما لم نتحرك
    ان الفجر لمن صلاه

    تحياتى

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لتعليقك الصادق أستاذ ابراهيم

      فعلا لابد من التحرك \\


      دمت بخير

      حذف
  9. كلما توغلنا في حالة الصبر عن ايمان ازداد الايمان بالله وازددنا صلابة
    ويظل الحال يتعمق
    الي ان يبعث الله الجائزة للصابر

    ردحذف
    الردود
    1. ونعم بالله
      تعلم الصبر فعلا واجب ونعمه يمن الله بها على عباده
      يكفى انه العمل الوحيد الذى لم يحدد الله له جزاء

      شكرا لمروروك الطيب

      حذف
  10. رغم ما تحمله تساؤلاتك من الفكر الوقاد ؛ والألم ..
    إلا أنني لم أتمالك نفسي أن أبتسم ضاحكاً وأنا أتخيل أنك تقفين موقف مقدم برنامج "الاتجاه المعاكس" وأنت تطرحين كل هذا الكم من الأسئلة التي تحتاج للإجابة عنها إلى عقول نيرة ..
    ثم أتخيل ما يمكن أن يتبع ذلك من المشادات الكلامية أو الجسدية بين كل من يترصد للإجابة على هذه التساؤلات ..

    ورغم بسمتي التي ارتسمت إلا أن الألم لا يزال راسخاً في قلوبنا المسلمة التي نسيت غرناطة ونسيت قرطبة ونسيت الأندلس كلها .. ولم يعد ذكرها كدولة مسلمة إلا في التاريخ ..
    قلوبنا التي نسيت الدولة الإسلامية التي امتدت وتوسعت في الأرض حتى بلغت حدود فرنسا .. فلا أحد يجرؤ اليوم على الحديث عن خلافة إسلامية تعيد للأمة مجدها .. بل الحديث عن هذه الخلافة يعد في أيامنا هذه ضرباً من التخلف والجنون .. وربما دافعاً للسلطات للحكم علينا بالإعدام ..

    وربما يوماً ما سننسى كذلك البوسنة والهرسك وأفغانستان وباكستان كدول مسلمة لكنها ليست عربية ..

    وربما ننسى جنوب السودان وفلسطين بل ولبنان التي صارت باريس العرب ..
    وأخشى ما أخشاه أن ننسى بلادنا كلها وننسى أنفسنا أننا كنا في يوم من الأيام مسلمين .. وكانت لنا في يوم من الأيام دولة مسلمة لا بالهوية فحسب بل بتطبيق شرع الله في أرضها ..

    كم يؤلمني عندما أجد أن الإسلاميين يتناسون الهدف الكبير والأسمى من تسلمهم لسياسة الأمور في دول الربيع العربي ويشغلون أنفسهم في مكاسب حزبية ضئيلة ..

    كلماتك أوقدت شجوني .. فاعذري إطالتي ..
    وكوني بألف خير ..

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك اخى\
      ما تخشاه نخشاه جميعا

      لكن وعد الله حق ولابد ان يكون رأيناه او لم نره

      دمت بخير

      حذف

مرحبا بكل من دخل عالمى