السبت، 10 نوفمبر 2012

عن ظلال الإثم لــ محمد الناغى

مجموعة قصصية للكاتب محمد الناغى



"الكتاب صادر عن دار ليلى ضمن مشروع النشر لمن يستحق المرحلة الثانية"

****


القصص معظمهما قصص رعب ... أشعر أن بها مما يحدث فى الواقع ومما كنا نسمعه من الجدات ونحن صغار- ولا زلنا نسمعه -

لكن السرد هنا مختلف ... الأفكار مختلفة والأسلوب شيق يجعل القارئ وإن كانت الفكرة ليست غريبه عليه إلا أنها بداخل هذا الكتاب تختلف ولا تفقد تأثيرها عليه، الأحداث أيضا يختلف تسلسلها فغالبا لن تتوقع النهاية

الإسم الذى اختاره الكاتب لكتابه الأول مميز جدا  - ربما لأننى ممن يفكرون كثيرا بنفس المعنى الذى يضفى على الحياه أبعاد أخرى -

فللإثم ظلال قد تحول الحياة لما لا نتوقعه وقد تكون تلك الظلال سببا لمرورنا بالكثير من الأحداث التى تكون نتيجة الإثم الذى فُعِل ربما دون إدراك .

***

وهنا تعليقات مختصرة عن بعض القصص داخل الكتاب :- 

** قصة البئر :

 من بدايتها أعطتنى فكرة عن أسلوب الكاتب الذى يمتاز بالأسلوب الراقى والألفاظ المعبرة والعبارات البلاغية رغم بساطتها ، من أكثر القصص التى تندرج تحت معنى عنوان الكتاب ( ظلال الإثم )
أكثر ما جذب إنتباهى فى هذه القصه / النهاية وتحديدا الصفحة الأخيرة 
ربما نقرأ قصص ذات نهايات مفتوحه لكن أن نقرأ قصه بنهايتين مختلفتين - من وجهة نظرى - فقط إن حذفت الصفحة الأخيرة أو أضفتها فلن يخل الحذف من المعنى الذى تضمنته القصه ولكن إضافتها يعطيك بعد إخر لمعنى ظلال الإثم
فبدون الصفحة الأخيرة نكون قد أنهينا القصه بمعنى أن ظلال الإثم كانت سببا فى التخلص من الآثم .... وبإضافتها جعلت النهاية مفتوحة وأن هناك ظلال أخرى لآثمين أخر لازالوا على قيد الحياه ... والمفترض أن لآثامهم ظلالا ستكون سببا فى فنائهم بطريقة ما .

فالصفحة الأخيرة قد أعادتنى للحياة والبشر المليئة نفوسهم بالحقد والكره هى حقيقة نلمسها جميعا - لكن بدون هذه الصفحة كانت القصة تأخذنى لداخل النفس البشرية التى يحول الشر بينها وبين الخير الموجود فى الحياه وإن إختبأ فى نفوس الصالحين والمجاهدين لأنفسهم _ جهادا أكبر ) 

فكانت الصفحة الأخيرة ... سلاح ذو حدين .

** قصة زوار الليل : 

فكرة القصة خالفت المعنى الذى يتبادر على أذهاننا للوهلة الأولى عند قراءة العنوان .... فزوار الليل هنا لم يكونوا بنفس المعنى أو الفكرة المتعارف عليها وهى نقطة تحسب للكاتب فغالبا ما تفرض علينا المعانى التى تعودنا عليها حصارا ليس من السهل الخلاص منه والاتجاه لمعانى جديده 
- فى القصة لمست معنى من معانى عنوان الكتاب  ( ظلال الإثم ) .

** قصة الزائر الغامض :

أظنها من الواقع المؤلم ... فلا كل من بداخل المصحات العقلية مجانين ... ولا كل من بخارجها عقلاء يؤخذ بكلامهم !! 
شعرت فيها ببعض الألم .. 

** قصة البيت المسكون : 

فكرة رائعه / لا أعرف لماذا شعرت بعد قراءة هذه القصة بالراحة .. ربما أشفت غليلى فلأول مرة أقرأ قصه عن البيوت المسكونه وفى نهايتها يخرج الجن من البيت ويتركوه للإنس :) 

** قصة اللحد :

البعض لا يصدق إلا بالتجربة ، وبعض التجارب تعنى الموت ..... فمن الجهل إدعاء العلم بكل الأمور 
القصة ذات معنى 
لكنها بالنسبة لى أصابتنى بإختناق حقيقى ربما لأننى شديدة التأثر بما أسمع وأرى أو أقرأ 
فأختنقت أنا ... ونصر داخل اللحد 
وهو ما يحسب للكاتب أن أقنعنى بأسلوبه ووصف المشهد حتى أننى تعايشت مع البطل ..


** قصة المكالمة :


رائعه ..... مميزة ...... مخيفة ومؤلمه 


** عملية جراحية : 

أثارت تساؤلات بداخلى ربما تخطر ببالى من وقت لآخر وهذه القصه أثارتها من جديد 
- هل الفكرة فعلا واقعيه ؟؟  هل فعلا يمكن أن نرى الأحداث ؟؟ وهل لا يراها إلا من مات فعلا ؟؟ أم قد يراها ويعود للحياه فيقص علينا ما رآه ؟؟ 
- فكرة خروج الروح ورؤية الإنسان لنفسه ولمن حوله فكرة ستظل تشغل تفكيرنا .. والكاتب هنا قد قص علينا القصه بأسلوب شيق فيه معان مؤلمه عن الوحده وعن الآثار النفسية لإذدراء الآخرين لبعض الملامح الخارجية .

** قصة ظلال الإثم 

أطول قصة بالمجموعه .. تحمل عنوان الكتاب .. 
هذا تمييز من الكاتب لهذه الأحداث .
هى أحداث تستحق التمييز فعلا ، أسلوب الكاتب لسرد أحداث ربما كثرت الكتابات عنها ( أحداث ثورة يناير ) لكن أسلوبه مختلف المعانى بين السطور يفهمها ويشعر بها من يدقق ويركز فهو لم يرد فقط سرد أحداث واقعيه كان لها تأثيرا تاريخيا على واقعنا ومستقبلنا لكنه ألقى الضوء على ما بداخل النفس البشرية وبأسلوب راقى كان يأخذنا للمعنى الذى اراده منذ البداية - وهو أن للإثم ظلال - ظلال تجعل للحدث المنتهى ترددات بداخل الآثم قد تكون سببا فى توبته أو ربما تكون سببا فى هلاكه .

*****


الإثم حين يسيطر علينا ستكون له ظلال حيما سيؤثر علينا ...  وحين نجد الندم واللوم الداخلى على فعل آثم سيكون  زمن الفعل قد مضى ويدوم زمن الظلال 


استمتعت بقراءة الكتاب ... ربما نقرأ الكثير من القصص لكن ما نراه رائعا أن تكون هذه القصص أخذتنا فعلا لعالمها 


الكتاب أضفى ظلاله على أفكارى فقد جعلنى أتذكر أحداثا قد حدثت معى فعلا تصلح لأن تكون قصص رعب حقيقى .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قراءة لقصة " بين الأبعاد " للكاتب محمد الناغى


رائع أن يكون الكاتب على دراية بمجال علمى ليس مجاله ويأتى فى قصته بحقائق علمية يطوعها لتخدم ما يريد الوصول إليه .
 
الفكرة جديدة وكالعادة يأخذنا الكاتب لمعانٍ مستترة يشعر بها من يقرأ بعمق ثم يفكر .
الفكرة تصلح -  إذا  أراد كاتبها – أن تكون رواية بعد إضافة أبطال جدد وأحداث أكثر .
فى بداية القصة شعرت بغرابة ربما لأن ما قرأت كان جديد على أسلوب الكاتب الذى إعتدته لكن بنهايتها أدركت أنه ببراعة يستطيع أخذ القارئ لما يريد بأسلوب سلس بسيط وعميق أيضا لا تشعر بعمقه إلا فى نهاية القصة .
رائع أن يتركك الكاتب بعد قراءة قصته فى تفكير فى معان أرادها وتحتاج لأن تلقى الضوء عليها .

   -  أعجبنى التعبير " الفكرة بتبسيط  مخل تشبه .. "


***************
بداية موفقه وقوية لكاتب فى بداية طريقه 

أرجو الله أن نرى مزيد من الإبداع والقصص الراقيه ذات المعانى التى تأخذنا لما هو أبعد من الأحداث ذاتها 


                                                                                 رؤى عليوة 

هناك 10 تعليقات:

  1. أشكر الكاتبة العزيزة على تحليلها؛ الذي هو الأعمق والأروع، فليست كلماتها مجرد نقد أو انطباعات، بل علامات على الطريق ترشدني -ككاتب- إلى السبيل السليم.


    ردحذف
    الردود
    1. التوقيع يأتى تحت إسم " غير معروف "
      لكن الكلمات تدل على صاحبها

      مرحبا بك أستاذ محمد
      التحليل يأتى بعد قراءة ما يؤثر فينا

      مزيد من الرقى والابداع

      دمت بخير

      حذف
  2. دائما بالتوفيق

    ردحذف
  3. أتفق معك كثيراً
    فالكتاب مميز حقاً ويستحق القراءة

    ردحذف
  4. قراءة ممتازة .. ستجعلنى فى شوق لقراءة تلك المجموعة من جديد .. دمت بخير

    ردحذف
  5. اتمنى أن أقرئه قريبا
    اما عن بين الأبعاد فقد قرئتها و هي قصة جيدة بالفعل و اسلوب الناغي منمق و راق

    شكرا لكِ يا رؤى

    ردحذف
  6. شوقتيني اقرأ الكتاب ..

    أنا نفسي انه دارالنشر تعمل لها وكيل عندنا في غزة حتى نحصل على هذه الكتب بسهولة ..

    ردحذف
  7. مساء الورد رؤى

    رائع تسليطك الضوء على الكاتب محمد وهذا بالفعل ما نحتاجه لمساندة بعضنا البعض حتى نعبر سوياً لشط النجاح عبر تكامل يندر وجوده بين المتنافسين ..
    أما ضلال الإثم فهي في مجال أعشقه كثيراً وهو الرعب الذي لا ينجح فيه إلا القلة في وطننا العربي ...

    تمنياتي للكاتب الناغي التوفيق والنجاح والشكر موصول لك على ذكرك له .

    تحياتي وإحترامي

    ردحذف
  8. شكرا للمتابعة ، التحيين و الإفادة

    http://zaman-jamil.blogspot.com

    ردحذف
  9. مساء الغاردينيا رؤى
    كنت سأدعو ريبال للقراءة بما أنه يعشق الرعب
    ولكن يبدو أنه سبقني بـ الوصول :) "
    ؛؛
    ؛
    لروحك عبق الغاردينيا
    كانت هنا
    Reemaas

    ردحذف

مرحبا بكل من دخل عالمى