الخميس، 1 نوفمبر 2012

بداية شعور



الثانوية العامة ... بداية البدايات .. وربما كانت النهاية لما بدأ بداخلنا من أحلام .. مفترق الطرق الذى نُكمل بعده واقعيا ما بدأناه فى أحلامنا, المستقبل فى أغلب الأحيان يبدأ من عندها ... فعندها نقول ونشعر بــ نقطة .... و... من أول السطر.

كمعظم الليالى التى كانت تسهر فيها للمذاكره لتحقيق حلم بدأ بداخلها منذ زمن .. أو ربما لتسير فى قدر مرسوم من الأزل كل الآتى غامض ولكنها تأخذ بـــ الأسباب ..
كل الليالى بنفس الروتين ... نفس المواد .. نفس الدروس ... نفس المكان ... نفس الطقوس ... صلاة ودعاء وطعام يحضُره والدها أو والدتها لغرفتها كى لا تضيع منها دقائق قد تؤثر على تحقيق... الحلم

هذه الليلة تختلف .. وإن إجتمعت فيها كل الطقوس .... لكن ما زاد هو المختلف ... حدثا وشعورا تولد بداخلها لأول مرة
هى الآن بنت السابعة عشر .. هى إلى ليلةِ الأمس لم تكن تعرف معنى الخوف الذى قد يذهب بالصوت ويخبئه فى الأعماق ، ويهتز معه القلب فتشعر به وكأنه قد خُلِع من مكانه ..



هذه الليلة جلست على مكتبها تتابع دروسها ... الجو هادئ ونسمة رقيقة فى ليلة صيف  تأتى إليها من النافذه المفتوحه فى مواجهتها  أعلى مكتبها .. منذ قليل نام الجميع إلا والدها وظلت وحيده فى غرفتها مستيقظة تتابع فى إنهماك ما بدأته  .. كل ما حولها يوحى بالإطمئنان

 ..فجأة سمعت صوت نباح من بعيد يأتى .. طبيعى .. كلب يسير فى الشارع .. يقترب .. ويقترب .. حتى صار خارج سور حديقة منزلها .. يزداد ويتحول ... من نباح إلى .... إلى عواء .. يعلو الصوت ... ومعه تعلو دقات قلبها .. يخفق بقوة لكنها تقنع نفسها " مما تخافين خارج السور وأنا بداخل البيت " مازالت تردد عبارات الإطمئنان بداخلها فهى ليست ممن يخافون بسهوله .. حتى فى الصغر كانت دائما قبل أن تنام تُغلق غرفتها عليها وتوقد النور ثم تبحث تحت سريرها وتحدث نفسها بصوت عالى " أهو مفيش حد تحت السرير ممكن يشد رجلى وانا طالعه أنام والباب مقفول والبلكونه مقفوله هيدخل منين بقى " تطفئ النور وتنام .. هى كذلك تقنع نفسها بهدوء !!

هكذا كانت تفعل هذه الليلة تطمئن نفسها .." لن يؤذينى عواءه "..

مازالت تكرر ... وهى فى نفس مكانها لازالت عيناها مثبتةُُ على صفحات الكتاب وإن لم تكن ترى حروفا الآن .. فجأه " النور قطع " وزاد العواء وإقترب
لأول مرة فعلا تشعر بخوف يخرج من أعماقها لا ينفع معه إقناع العقل ... فالعقل نفسه قد أثرته حالة الخوف والرعب .. لم تستطع حتى نداء والدها الذى كان يتوضأ ليأتى لها فينقذها أو ينير لها الغرفه ولو بشمعه تُذهِب بضوئِها بعض ما كان بداخلها من رعب
نادت عليه لكن صوتها لم يخرج .. حاولت القيام من مكانها فلم تستطع.. 


 كانت فى حالة لا تصدق أن ما تشعر به وهم وخوف من بعيد لم يقترب ولن يؤذى ، فكل ما كان يحدث لها لا ينم على أنه وهم ، فدقات قلبها تتزايد ، ويداها تتثلج ، وعيناها لا تتحركان ، وصوتها لا يخرج رغم صراخها .. 
كان قد وصل لحافة النافذه التى تجلس بمواجهتها ، صوته يعلو ويعلو وعواءه يخيف أكثر فأكثر .. أسود لونه وعيناه تُخرج شرر .. لم تعد تتنفس !!
ظلت هكذا وحالتها تزداد سوءا وحالته تزداد شراسه يقترب ويقترب وهى تتجمد وروحها تنسحب ..

معنى الخوف كما لم تعرفه من قبل ... لم تنسَ تلك البداية التى مضى عليها سنوات .. وكيف تنسى ميلاد شعور لم تعرفه إلى حينها ...

بعد حين ذكرت ما حدث لأحدهم .. فأكد لها أنه لم يكن كلبا عاديا .. وأن ما حدث لها لم يكن مجرد خوف !!!!

من حينها وشعور الخوف يتكرر ولم يتركها ليس من نباح كلب ولكن ربما من مرور قطه بجانبها وهذا ما جعلها بمرور الوقت تدرك أنه لم يكن كلبا وأن من فسر لها ما حدث محق فى تفسيره 

انتهت ليلتها بإتيان أبيها إليها تحدث معها دقائق لم تسمعه فيها ولم تتحرك عيناها حتى تخيل أنها نائمة فجاء ليوقظها فوجدها بحالتها هذه .. لم تشرح له ما كان .. لكنها تشبثت به حتى نامت ...

ستظل تتذكر تلك الليلة التى إختلف كل ما بعدها .. 
ولا زالت ( رؤى ) تتساءل أكان كلبا حقا أم أنه ... ؟؟





هناك 7 تعليقات:

  1. امممممممم حاسة انه بدايه ضعف مش بداية شعور

    هو اكيد كلب جايز مش زي كل الكلاب بس في الاخير كلب وقلبك زي كل يوم لا يخاف بس جايز كن فيه شباك مفتوح منه مدخل خوف من ال جاي فدخل معاه خوف من النباح
    بتحصل كتير وبتبقي بداية مؤلمه ونهايتها صعبه
    ربنا يعينك
    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. احيانا بتكون حالتنا النفسية فى حالة استعداد لاى حادث طارئ يخترقنا

      يمكن ده اللى حصل

      ويمكن كان مجرد حدث بيعملى تنبيه ان اللى جاى فيه حجات كتييييييير غريبه عنى

      الحياااااااه

      دمت بخير ايمان

      حذف
  2. هي قصة تحدث كثيرا واحيانا من قمةالخوف يلتبس الواقع بالخيال

    ردحذف
  3. السلام عليكم
    لازم أعترف إن طريقتك وصلت جزء كبييير من احساسك..لأنى بصراحة خفت
    بس آخر جزء ده بقى إنه كلب أو ...؟؟؟
    الله أعلم بس بلاش تفكرى كتير...الثانوية العامة ممكن تعمل أكتر من كده :)
    والإنسان كل ما بيكبر خوفه بيزيد عما كان طفل..لانه بيشيل هم المستقبل وبيخاف من الجاى..بس الثقة فى ربنا بتهون علينا.
    طولت عليكى..مع تحياتى :)

    ردحذف
  4. أنا أوكد لكى أنه مجرد كلب
    ولابد أن تخافى هذا طبيعى جدا
    تحياتى المعطرة

    ردحذف
  5. مش عارفة رؤى ارد عليكى بس هو اكيد كلب لاننا فعلا فى حالات القلق والتوتر ينطلق خيالنا الى ابعد الحدود وانا اعلم ان هذا الشعور سيظل معك لانك لن تنسيه ولكن ارجو ان يقويكى تحياتى

    ردحذف
  6. اي حدث
    بنستقبله حسب الحاله النفسيه اللي احنا فيها

    لو مبسوطين شئ
    لو زعلانين شئ
    او خايفين ومتوترين شئ تاني

    ده مش خوف ده قلق

    كتبتيها بطريقه جميلة

    ردحذف

مرحبا بكل من دخل عالمى