السبت، 23 فبراير 2013

إدارة الرؤى



قد يمتلك معظمنا أفكارا تتخمر بعقله ورؤى تتعمق بداخله ، خُلقنا بعقول لنفكر بها هذه حياتنا وطبيعة خلقتنا ، لكن لسنا جميعا نحسن التعامل مع أفكارنا ولسنا جميعا نتميز فى إدارة رؤانا ، ولسنا جميعا نتشابه فى عمق وسطحية هذه الأفكار أو الرؤى وإن كنا نمتلكها لكنها بأشكال ونوعيات مختلفة .

إدارة الرؤى والأفكار قد تكون سببا لمزيد من الحزن والشرود ، فكون أن لديك أفكارا وتمتلك رؤى معينه ليس بالأمر الهين ، فالتفكير وحده مرهق وشاغل ، بغض النظر عن ماهية هذه الأفكار أو الرؤى ، وهل هى من النوع الإيجابى أو السلبى ؟ وسواء كانت الفائدة منها شخصية أو يتعدى نفعها للغير .

فإن إدارتها تزيد من الشعور بالإرهاق الذهنى ولا سيما النفسى ، فإدارة الأفكار تعنى ؛ كيف نرتبها بداخلنا ؟ وكيف سنطورها ؟ وكيف سنجمعها على ما يكملها ؟ وما العوامل التى سنضيفها كهوامش ومسودات أو كمراجع ؟ متى سنُخرِجها وفى أى وقت ولأى شخص وفى أى مكان ؟ كيف سندافع عنها وكيف سنهاجم بها ؟ وإلى متى سنحتفظ بها  ؟ وهل سنقرر بعد حين الإحتفاظ بها فى مخزوننا العقلى أو سنتخلص منها للأبد؟

من الممكن أن نقول أن إدارة الرؤى لفظ يحتمل التعامل مع هذه الرؤى بكافة معانى مصطلح الإدارة " تخطيط وتنظيم ورقابة وتقييم ..." كما ندرس تماما فى علم الإدارة .

لكن عندما تكون كل خطوات وكل مراحل عملية الإدارة هذه  نقوم بها وحدنا وبداخل عقولنا فإننا إن أجَدْناها كنا ممن يمتلكون رؤى إستراتيجية وعميقة وأفكارا مبدعه على المستوى الشخصى على الأقل ، ويزيد محيط الإستفادة على حسب نوعيتها .

علينا أن نعى أن بداية الأمر فكرة أو خاطرما ينمو حتى تصير أفكارا ورؤى وتبدأ عملية إدارتها ، ولكى تكون النتيجة مُرضية ومقنعه علينا أن ندقق فيما ينمو بداخلنا من أفكار  ، ومن المنطقى أن دفع الضرر فى بدايته أسهل وأكثر إيجابية ، فلا ندع أى فكرة تنمو وهى ليست صحيحة بأى وجه من أوجه عدم الصحة .

ولكى نصل لمرحلة متقدمة فى إدارة الرؤى والأفكار بداخلنا علينا معرفة أنها من الأمور الشاقة والمرهقة خاصة أن كل هذه العمليات تتمثل فى عمليات دماغية فكرية لا يشاركنا فيها أحد  إلا القلب الذى يتدخل غالبا فيما نفكر فيه وما يشغل عقولنا ، فقلوبنا وعقولنا يسيران جنبا إلى جنب ويصعب الفصل بينها فى أغلب الأحوال وهو ما طُبِعنا عليه وليس فيه عيب ولا نقص بل العكس .

يتكاثف الإرهاق عندما تتعدد الرؤى وتختلف الأفكار والمجالات والموضوعات التى سنديرها دون أن يخل ذلك بما يجب علينا القيام به من الأمور الحياتية الأخرى العقلية منها والعضلية والواجبات والحوارات التى يمكن أن نشارك بها الآخرين ويشاركوننا فيها . 




هناك 11 تعليقًا:

  1. السلام عليكم ورحمة الله ..
    بدايةً أحييك على هذا الطرح المميز لموضوع شيق بالفعل وربما يندر أن نقرأ عنه في حياتنا ..
    رغم أني في البداية عندما قرأت الفكرة على الفيس لم أفهمها لأنها أوحتْ لي أنك تقصدين إدارة الرؤى بمعنى الأحلام فاستغربتُ هذا التعبير ولم أجد أنني يمكن أن أدير أحلامي .. لكن هنا توضحتِ الفكرة بأن ما تعنيه من كلمة الرؤى هي الرؤية Vision

    الإدارة هي الأشياء الأكثر تأثيراً في حياتنا .. على الصعيد الشخصي وعلى صعيد التواصل مع الآخرين وعلى صعيد العمل .. وعلى صعيد الحياة الاجتماعية والاقتصادية .. وربما هي من أكثر الأشياء التي نقصر في تعلمها والقراءة عنها ..

    من يتعلم علوم الإدارة مهما كان نوع هذه العلوم إدارة الوقت أو إدارة الموارد البشرية أو إدارة الأداء أو إدارة المبيعات أو غير ذلك يسهل عليه أن يدير أفكاره ورؤاه أو رؤيته ..

    أستطيع أن ألخص العوامل التي تلعب دوراً في طريقة إدارتنا للأفكار بما يلي :
    المجتمع والبيئة المحيطة ..
    تجارب الحياة الشخصية ..
    المستوى الثقافي والوعي ..
    مستوى الصلة بالله تعالى ..
    المقومات الشخصية ..

    وقد كنتِ موفقة جداً في تحديد معنى إدارة الأفكار والتي لخصتِها بـ :
    كيف نرتب الأفكار بداخلنا
    كيف نطورها
    كيف نجمعها على ما يكملها
    ما العوامل التي نضيفها كهوامش ومسودات أو كمراجع
    متى نُخرِجها وفى أي وقت ولأي شخص وفى أي مكان
    كيف ندافع عنها وكيف نهاجم بها
    إلى متى نحتفظ بها
    وهل نقرر بعد حين الاحتفاظ بها في مخزوننا العقلي أو نتخلص منها للأبد .

    أتفق معك في أكثر ما طرحته هنا .. لكنني أخالفك قليلاً في الفقرة التي تذكرين فيها أن ..
    "علينا أن نعى أن بداية الأمر فكرة أو خاطر ما ينمو حتى تصير أفكارا ورؤى وتبدأ عملية إدارتها ، ولكي تكون النتيجة مُرضية ومقنعه علينا أن ندقق فيما ينمو بداخلنا من أفكار ، ومن المنطقي أن دفع الضرر في بدايته أسهل وأكثر إيجابية ، فلا ندع أي فكرة تنمو وهى ليست صحيحة بأي وجه من أوجه عدم الصحة"
    فرغم أنها بشكل عام صحيحة ٌ 100% إلا أننا أحياناً نتعرض لطروء فكرةٍ في أذهاننا لا تلبث أن تنمو بسرعةٍ وتستقر في عقولنا رافضةً النزوح عنها بسبب غفلةٍ غفلناها .. أو يقظةٍ مفاجئةٍ استيقظناها .. أو ضعفٍ أصابنا .. أو أرضٍ خصبةٍ توفرت في عقولنا استقبلت هذه الفكرة بشراهةٍ .. فليست كل الأفكار تنمو النمو المعتاد الذي يبدأ صغيراً ثم لا يلبث أن يكبر بالرعاية والعناية ..
    وأضرب مثالاً على ذلك إيمان الكثير من الكفار والملحدين الذي يأتي فجأةً بسبب يقظتهم المفاجئة أو أرضهم الخصبة .. وكذلك كفر بعض المؤمنين بسبب غفلةٍ أو ضعفٍ أصابهم ..
    وفي تلك الحالة فإدارتنا لهذه الفكرة ستكون مختلفةً تماماً فيجب أن نديرها من خلال التأقلم معها .. أو تهذيبها .. أو اللطف في نبذها .. وأحياناً في إهمالها تماماً علها تغادرنا بالسرعة نفسها التي دخلت عقولنا ..

    أشكرك أختي رؤى على هذه اللفتة الطيبة وما أحوجنا إليها .
    دمت بألف خير .. مع التحية الطيبة ..

    ردحذف
    الردود
    1. جزاكم الله خيرا اخى على هذا التعليق الثرى

      الحقيقه التى اقتنع بها انه لا يجوز ابدا التعميم على اى امر فى حياتنا وان كان هذا ممكن من الناحية الظاهرية لكن بما ان كل الامور تخضع للتغيير وارادة الله التى تنبقى مهما اخذنا بالاسباب من الامور الغيبية

      فإن الكلام فى العموم ينطبق على المعظم من الافكار والرؤى والناس والامور ...

      ارجو ان تكون وضحت فكرتى وانى بها لم اخالفك الرأى


      دمت بخير

      حذف
  2. كلام في محله في احيان اشعر بالارهاق والتعب لمجرد التفكير في امر ما ....

    ردحذف
    الردود
    1. الارهاق والتعب فى النهاية هو نصيبنا فى الدنيا
      لكن الاخذ بالاسباب وفهم الامور على حقيقتها ربما يفسر لنا ان التعب له مردود خير


      دمت بخير

      حذف
  3. ادارة الرؤى تحتاج إلى هدوء نفسي و صفاء ذهني و استقرار داخلي
    اشكرك يا رؤى
    الموضوع شيق و نصائحك في محلها

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لمرورك د مصطفى
      أعتقد كان عندى حق لما قلتلك الموضوع مكتمل وليس مجرد حالة على الفيس من جملتين :)

      وصحيح ما ذكرت موافقه عليه
      لكن عموما الصفاء يجعل ادارة الرؤى افضل واكثر فائدة


      اسعدنى مرورك

      حذف
  4. قد ترجع مسألة إدارة الرؤى إلى عملية ما قبل ولادة الأفكار، فكما يحتاج الجنين إلى أطوار ومراحل للتكامل داخل الرحم، فكذلك الأفكار تمر بمراحل وأطوار حتى تنضج نضجا كاملا، تأتي عملية الاستخراج، أو عملية ترجمة الأفكار والرؤى على الواقع، وهي على ما يبدو لي أصعب مرحلة لأن الأفكار وطرحها يحتاج محيطا وظرفا ملائما، وانزالا لا يخل بها كما تصورناها وهي في أذهاننا.

    كل التحيات أختي الكريمة.

    ردحذف
    الردود
    1. رائع تعليقك وأضاف نقطة هامة
      متفقه معك جدا

      واعتقد ان هذا المناخ يساعد بطبيعته على نمو الافكار وادارتها
      فهو يعمل كالخبرة التى تجعل المدير يهتم بمعلومة ما عن اخرى
      ويتدخل من تكوين هذا المناخ الأهل عن طريق التربية


      دمت بخير

      حذف
  5. تحياتي أختي رؤى
    جميل ان تكوني رؤى و تكتبين عن الرؤى.
    في رأيي للأفكار مسار تتبعه قبل ان تنبسط على ارض الواقع...ابتداء من لحظة توهجها أو بزوغها في المخيلة...تخمرها ...وكما قال اخي رشيد اعلاه...تأتي عملية الإستخراج التي لابد أن تليها مرحلة دراسة تلاؤمها مع الواقع بظروفه و تحدياته...و إلا ستنقلب هذه الأفكار إلى افكار مغلوطة.
    الأفكار المغلوطة هذه ، هي الأفكار التي استعجل في ترجمتها دون اللجوء إلى عرضها على محك الواقع...وبالتالي سيكون لها انتقام كما قال المفكر مالك بن نبي في كتابه"مشكلة الأفكار في العالم الإسلام".
    الأفكار الفاشلة ، المغلوطة لها انتقام اكيد ولو بعد حين.
    جميلة تدوينتك هذه يا رؤى...فقط لاحظت كأنك استعجلت ، أو لم توفها حقها كما ينبغي.
    دمت بمحبة.

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لتعليقك اخى واهلا بك هنا

      الحقيقه كل مرة بكتب عن فكرة ما اكتشف ان هناك مفكر كبير قد تطرق للفكرة ورغم انى لم اكن سمعت بها من قبل وهذا يدعونى للغبطة والابتسام الحمد لله
      اما من ناحية الاستعجال فقد علمت مسبقا ان عالم التدوين من الافضل ان يكون مركزا وملخصا .... لكن لو وددت الاستطراد فسأناقش الفكرة بأكثر من هذه النقاط وسأعطى أمثله ولهذا مقام اخر تفكر انها تكون كالومضة التى تجعل القارئ يفكر ويرى فيها فكرة جديدة تستحق التركيز


      دمت بخير

      حذف

مرحبا بكل من دخل عالمى