السبت، 19 ديسمبر 2009

هل نحن مكلفين فى هذه الحالة ؟؟





عندما نفكر في معنى قول الله تعالى " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ..." من باب أننا يجب علينا ألا نحمل أنفسنا عبء لا نقدر عليه ، وعندما نفكر في معنى القدرة فقد يكون معناها القدرة الجسمانية والذهنية .
إذن فالعمل الذي نقدر على فعله جسمانيا وذهنيا هو في حدود طاقتنا فنحن مكلفين بأدائه ..


نتعرض في بعض الأحيان لضغوط نفسية من الواجب أن نتغلب عليها ، ولا ندعها تسيطر علي حياتنا فتصيبنا بالعجز وتكون النتيجة التقصير فيما نحن مكلفين بالقيام به ...


قد تكون هذه الضغوط خارجية ، وقد تكون داخلية سببها طريقتنا في التفكير فى الأمور .أحيانا تكون أوهام وأحيانا أخرى تكون بناء على أسباب حقيقية لكن بتفكيرنا نزيد من حجمها حتى تسيطر علينا وتصيبنا بإحباط وتكون النتيجة عدم قيامنا بما يجب علينا إنجازه..
قد يكون عدم الإسراع فى إنجاز شئ معين حتى ولو كان مهما لكنه غير عاجل فعندما يكون عاجل نجد أنفسنا نقوم به وربما بشئ من الكفاءة ولا تعوقنا هذه الحالة للنفسية التي نعيش فيها عن أداءه..


إذن فنحن نستطيع تأخير تأثير هذه الحالة التي يجوز تسميتها بحالة التفكير المسيطر علينا لحين إنجاز ما يجب إنجازه بشكل عاجل .


لكن عندما يكون هذا الشئ غير عاجل نجد أن هذه الحالة تسيطر ولا نستطيع القيام بمثل هذه الأمور قد يكون استسلام أو عدم قدرة تسيطر لكن النتيجة حالة كسل ومجرد تسيير للأمور وعدم تعطيلها قد تسمى بحالة كفاءة لكنها لا ترقى للفعالية ..


السؤال فى هذه الحالة بما أننا نستطيع فى وقت ما أن تغلب على الحالة التي تجعلنا مصابين بإحباط لمجرد أن هناك ما يدفعنا للعمل بشكل سريع ...هل نعتبر مقصرين فى الأوقات التي لن نؤدي عملنا بفعالية أو بمعنى آخر نؤدي ما هو مطلوب لكنها ليست بمبادرة منا والتي قد نقوم بها فى أوقات أخرى ونكون قادرين عليها بشكل جيد.


هل يعتبر تقصير وعدم قيام بما نحن مكلفين به؟؟؟


مع العلم أنها حالة نفرضها على أنفسنا فهي نتيجة ظروف واقعية نمر بها ولا نستطيع تغييرها فنهرب من الواقع للخيال فتكون هذه الحالة نتيجة اصطدام الواقع بالخيال..!!!!!


أعلم أنه يجب علينا عدم الإستسلام لمثل هذه الحالات ، وشَغل النفس دائما بأشياء تفيدها وتخرجها أو تبعدها عن هذه الحالة لكن علينا أن نعترف أيضا أننا قد نتغلب عليها فى أوقات وأوقات أخرى لا نستطيع المقاومة ويكون الإستسلام هو الحل والوحيد..


هل نحن مقصرين أم أننا وفى ظل هذه الحالة نكون قد فقدنا القدرة ( الذهنية ) والتي أثرت على ( الجسمانية)
فأصبحنا بعدم قدرتنا هذه غير مكلفين ؟؟؟


هل التكليف يسقط عنا ؟ ويصبح عملنا وما نقدر عليه مجرد إجتهاد نثاب عليه ولا نعاقب على التقصير فيه ؟؟
- هذه الأسئلة دارت في عقلي عندما كنت في مرحلة التحضير للإمتحانات وسألت نفسي لماذا أنا الآن قادرة عليه من قبل ووجدتني أمسك بقلمي وأكتب هذه الكلمات فقد نحتاج لمواجهة أنفسنا وقد أحتاج لمثل هذه الكلمات فى سنة دراسية مقبلة تكون بها نفس الحالة ،قد نريد الإنجاز ولا نقدر عليه ، نصاب بحالة كسل نتيجة تفكيرنا لا نرغب فيها ولا نستطيع المقاومة ..
ووجدتني بمجرد إنتهائى من ذكر ما سبق أتذكر شئ قد يساهم فى الحل ووجدتني أيضا أكتبه وكأنني أسأل وأجاوب وكأنها أيضا تفسير لهذه الحالة ......عجز ثم قدرة ....حيرة ثم ثبات !!!!


وتذكرت تفسير سمعته لهذه الآية الكريمة " لا يكلف الله نفسا ً إلا وسعها "
فرغم تعدد التفاسير إلا أنني سمعت تفسير الشيخ الشعراوى أعجبني جداَ ووجدت نفسي مقتنعة به ...وفيه يقول :-
أن التكليف تشريف لإختيار الله تعالى لنا ولحبه سبحانه لنا بإختيارنا لأن نكون ممن كلفهم ليجازيهم الحسنى ....
إذن فيجب علينا التغلب على هذه الحالة لننول هذا الشرف وهذا الثواب العظيم فالإستسلام هروب وعجز ، وإن كنا ننهض في حالة الأمر الهام العاجل ...
فما أعجل وأهم من ثواب الله تعالى وحصولنا على هذا الشرف العظيم بأدائنا لما نحن مكلفين به أو قد نكون ما كلفنا أنفسنا به طالما في حدود الشرع وطالما فكرنا وأستخرنا قبل بدئنا لهذا العمل...





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكل من دخل عالمى