السبت، 19 ديسمبر 2009

قدرات وضغوط




بداخل كل منا طاقات وقدرات يختلف قدرها ونوعها من شخص لآخر منا من يعرف طاقاته ومنا من يعرف جزء منها ومنا من لا يعلم عنها شيئا . ويختلف قدر استغلالنا لهذه الطاقات والقدرات .


ورغم ذلك فإن كثيرا ما نتعرض لمشكلات قد تؤرقنا كثيرا وتسبب لنا متاعب وفى الحقيقة يكمن حلها بداخلنا ..
ولكننا قد ندرك هذه الحقيقة فنستطيع المواجهة والتغلب على العقبات التي تواجههنا أو قد تغيب عنا هذه الحقيقة ، فنقع في حيرة ودوامة الحلول المستوردة ، فننحرف عن المسار الصحيح .


أرى أن النجاح يأتي من فهم كل شخص لذاته ، يفهم دوافعه وميوله واتجاهاته ثم يتعلم كيف يضبط مسارها ويرشد اتجاهها لكي يستثمرها في اتجاه تحقيق أهدافه وغاياته ثم ينميها ويتعلم كيف يستغلها ، إن نجاح الإنسان في إنجاز هذه المهمة يعد رافداً مهماً من روافد الثقة بالنفس ومن هنا تأتى الثقة بالنفس ويتنامى مقدار هذه الثقة مع تنامي فهم الإنسان لذاته وسعيه الدائم والدائب للتطوير والإرتقاء ، تكتمل ملامح الثقة بالنفس بتوليد القدرة على التغيير الإيجابي تغيير ما يراه غير صائب في نفسه سواء اكتشفه بنفسه أو كان بنصيحة أو ملحوظة من الآخرين ، فمقاومة التغيير الفعال يعكس ضعف الثقة بالنفس ، ويصيبه بالإحباط والقلق.


ومن مقتضيات التغيير تقبل النقد البنَّاء ، فإذا أيقن بضرورة التغيير المبنى على اليقين بفعاليته ، تكون القدرة على إحداث هذا التغيير مصدراً من مصادر القوة التي تعكس الثقة بالنفس والرغبة في جعلها دائما على صواب ، وأروع مثل لهذه القوة هو سيدنا عمر بن الخطاب وقصة إسلامه...


** هناك بعض النقاط التي يمكن أن تساعدنا في سعينا لاكتشاف مصادر قوتنا الداخلية وكذلك للتغلب على الضغوط التي نتعرض لها . هذه النقاط هي :-


- استمر في العمل حتى ولو كان ليس بالضبط ما تريده وترغبه ، استغل المتاح أمامك .
- ابحث عما تحبه ونميه بداخلك طالما ليس عيبا أو حرام ، وحتى لو لم تكن تعمل فيه ، اجعله كهواية لكن لا تتركه أو تهمله ، وفى نفس الوقت لا تهمل عملك .
- إن لم تجد عمل في مجالك المفضل حاول أن تعمل في مجال مقارب له أو أن تخلق صلة بين ما تعمل وبين ما تحب .
- اعلم أنك قد تعمل في مجال لم تكن ترغبه في البداية وبعد فترة تجد أمامك طرق مفتوحة وتجد في نفسك طاقات لم تكن تعلمها ، فجرها بداخلك هذا العمل .
- استعن بالله ولا تعجز وحاول البحث عن شئ تحبه في عملك ولو بسيط وتمسك به وفكر به دائما .
- دائما قارن بين البدائل ( إما أنك تعمل عملا لا ترغبه تماما أو أنك لا تعمل مطلقا ) لكن اعلم أن عدم العمل بداية لسلبيات كثيرة وإحباط يؤدى لفشل ..
- استمع للنصيحة وتقبل النقد البناء ولاحظ أنك ستسمع نقد من نوعين من الناس..نوع تثق بأنه يريد مصلحتك وتثق في رأيه وعقله ، وهذا النوع تعامل معه وخذ كلامه في الاعتبار بشكل إيجابى وحاول التفكير في تنفيذ ما وجهك إليه بعد التفكير والاقتناع .. ونوع آخر ينتقد إما لمجرد الانتقاد وهو لا يعي وليس على قدر يؤهله لفهم أبعاد الموضوع ، أو أنه ينتقد ليحبطك ويؤثر على همتك وهذا النوع قد يكون مؤثر بالسلب ، ونرى من هذا النوع الكثير ممن حولنا وقد نصاب بالإحباط . لكن عندما يفكر الإنسان بشكل موضوعي وإيجابى يجد أن الصواب أن يفكر بشكل مختلف يتلخص في أقوال منها :


( الحياة مليئة بالحجارة ...فلا تتعثر بها ... بل إجمعها وابن بها سلما ...تصعد
به نحو النجاح ).


- دائما تحرك بجد لتحقيق أهداف تضعها وتعد لها كل فترة مستخدما فيها تحليل لنفسك وللظروف المحيطة ، مدركا لجميع الجوانب سواء نقاط قوة أو ضعف ، تعلم كيف تستغل نقاط القوة وكيف تتغلب على نقاط الضعف .
- ضع في إعتبارك دائما أن هناك حدود يجب أن تراعيها ، وأنت تضع أهدافك وتسعى لتحقيقها ، هذه الحدود هي أن تكون دائما في طاعة الله وأن تجعل عندك نية خالصة لله في كل عمل ، وأعلم أن بالنية تصبح العادة عبادة ، وان ما عند الله لا ينال إلا بطاعته ... ... وهل من شئ نتمناه إلا بيد الله تعالى ؟؟!!
- فأجعل طاعة الله تعالى دائما هدفك الأسمى
- وإن كنا نناشد التغيير بداخلنا فمن باب أولى وأوجب أن نغير كل فعل أو اعتقاد نعلم أنه يبعدنا عن طاعة الله تعالى .
- علينا دائما أن نتذكر أن أهدافنا مهما كانت يجب أن تكون مراحل وخطوات لتحقيق سبب وجودنا الحقيقي وهو عبادة الله عز وجل " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " . ويأتى بعده إعمار الأرض بكل ما هو صالح بما يحقق تمام معنى العبودية لله عز وجل .
- فالعبادة : علم وعمل وطاعة وجد واجتهاد مع توكل ويقين وثقة بالله تعالى ثم صبر ورضا وشكر لنعم الله تعالى ( والشكر من جنس النعمة).
- فكر بعقلك ودع قلبك يكون على يقين وحفز جوارحك على العمل .
- وأعلم أن كل عمل نعمله هو مجرد أخذ بالسبب والنتائج دائما متوقفة على مشيئة الله سبحانه وتعالى . لكن علينا أن نعى معنى اليقين في عدل ورحمة الله بنا وأنه تعالى دائما يقدر لنا الخير وإن كنا لا نرى هذا الخير في وقته لكن دائما ومع مرور الوقت يتضح لنا معنى ويتأكد وهو ( أننا لو علمنا الغيب لأخترنا الواقع ) ، ( وما من شئ يقضيه الله لنا إلا وفيه الخير ) .
- دع الأمل يملأ حياتك حتى تستطيع الإستمرار .
- فكر جيدا قبل البدء في أي مشروع أو البدء في تحقيق حلم ، إحسب إمكانياتك ومتطلبات تحقيق هذا المشروع بشكل جيد لأن كل مشروع له صعاب وعقبات يجب أن تكون واع ومستعد لمواجهتها وتحملها .
- علمك بإمكانياتك وتحديد هدفك يجعلك أكثر قدرة على التحدى والإستمرار ويجعل عندك الدافع الذي يدفعك لتحمل المشاق وعدم الإكتراث لكلام المحبطين ممن حولك .
- جاهد لحظات الضعف التي قد تمر بها في طريقك لتحقيق الهدف وإجعل نظرك دائما على الهدف والنتائج التي ستحصل عليها وتحققها.
- اصنع من يومك ماضي جميل ، وفكر في غد يكون مستقبل أفضل من يومك.
- السعادة لها أسباب كثيرة أولها أن تعي معنى أنك خلقت إنسانا ميزك كرمك الله تعالى بالعقل واختار لك دينا حنيفا في حين أن هناك الكثيرين ممن يعيشون بالضلال وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
- اقتنع بها وستجد كم من السعادة يتدفق إلى قلبك ، ولا تقف عند هذا الحد لكن دع المعنى يظهر على جوارحك بالعمل واسعى لتحقيق معنى الإيمان ( ما وقر بالقلب وصدقه العمل ) تكن أسعد الناس .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكل من دخل عالمى