الاثنين، 17 أكتوبر 2011

تحكم الظروف ( قصه2)



    بعد مرور سنوات من الوحدة قضتها مشتتة القلب ، منتظرة من يسكن ذاك القلب المهجور إلا من بعض الأمنيات ، وليس لهجرانه سببا معلوم لها ، لكنها كانت دائما ما تنعى السبب للقدر راضية .. لكنها متألمه حالمة ، منتظرة لأن يسكنه من رسمت صفاته بخيالها ، تلك الصفات التى جمعت بين التقوى والسمت الحسن وحسن الخلق واللباقة والذكاء و...و... 

   تعرف عليها بغير تخطيط .. لم يكن ممن تراهم حولها ... من بعيد أتاها إقتحم تفكيرها بإصراره ، وما جمعه من صفات رسمتها ، لم يكن بظروفه صورة طبق الأصل لمن رسمت لكنه قارب أن يكون ... لم تكن معرفتهما كأى إثنان يبدآن التعارف فقد تم ذلك سريعا ، ورغم تحفظها الشديد وحرصها ,,,,,,


   مرت الأيام والشهور والإهتمام والقرب يزدادان ، والوعود المصدًقة تتأكد بالكلمات التى تحمل معانى الخوف عليها وشعورها بالأمان ..
عانت فى البداية من عدم تقبله لأن تظل مسئوله من نفسها فقد كان مقتنع أنها لابد أن تتغير وتعطيه الفرصه لتحمل مسئوليتها لكنها كانت تقاوم بين ضدان ... ماتعودت عليه طوال سنوات عمرها الماضية .. وما أراده وإرتاحت له ,,,,،
لكن الجزء الخفى فى مقاومتها له هو خوفها أن تتحول تلك الأيام لذكريات فى المستقبل ، فلم تكن تريد أن تفقد كل أمل فى إستعادة نفسها لو تحول شبح الخوف لحقيقة أو حالت الظروف والأقدار بين إكمالهما لرحلة قد بدأت ...

   تمر الأيام عليهما بما تحمله من ساعات الصفاء وأيام الجدال الذى أخذ مكانه منهما ، ربما كان تفسيره لإنتقاداته الكثيرة لتصرفاتها أنه مسئولا عنها وأنه رجلا دخل حياتها وله حقوق وأنها عندما لا تأخذ رأيه فى كل ما تقوم به مهما كان فإنها لا تثق به ........

وكيف لا تثق به ؟؟ وإن كانت لا تثق به فلما تستمر فى إنتظاره ولماذا تتحمل ظروف وعدها بالتغلب عليها سريعا ... وظلت تنتظر طويلا ...؟؟

بداخلها كانت التفسيرات تختلف لكن الخوف من الآتى و تمكنه  من قلبها كان يدفعها لمواجهته بأنها لم تخطئ فى حقه وأن عدم أخذها لرأيه فى كل ما تقوم به لا يعنى أبدا عدم ثقتها به ...
فقد كانت ترى أن لكل مرحلة بين أى إثنين متطلبات وأنه يطلب أكثر مما تحتمله هذه المرحلة ... فإن كان يريد حقا أن تفعل ما يريد كان عليه أن يسعى لتحقيق ما وعدها به أولا ،،،،،،
إتسعت الفجوة بينهما بسبب الإختلاف فى وجهات النظر رغم إتفاقهما على المبادئ ذاتها ، ورغم أنها كانت تشعر بالسعادة أنه يمتلك نلك الصفات .. لكن فى وقتها وفى الحدود التى تُشعِرها بإهتمامه وغيرته وليس عدم ثقته .... فعدم الثقة كفيل بإنهاء أى مشاعر بينهما .. حتى وإن إستمرت فى سماع ما كان يختاره لها ... ومنذ أن قال لها إحنا العزيزين ، ووصفه لها بالغالية والمذهلة وحين طالبته بامر فأختار حبيبى بده القمر حتى حين رآها مستبدة كانت تبتسم .....

كانت تحمل فى قلبها له عتاب من تصرفات ومن حسابه لها على مواقف كان يفعل أكثر منها ، ويخلق منها مجالا للعتاب ، ورغم محاولاتها لتوضيح الأمور له وإثبات حسن نيتها ....

تراكم العتاب والجدال ولم يكن هناك حلا أمامها سوى إنهاء ما كان وعدم إنتظارها لأن ينهيه هو كما فعل سابقا بحجة أن الظروف تذداد سوءا وأنه كان يخشى عليها التعلق به ، وأنه أخذ بنصيحة من يثق بهم بأن الوضع لا يبشر بأن تتحسن الظروف ، وكأنه يقدم لها خدمة بإبعادها عنه ... لكن هذه المرة وبعدما كان منه من تجديد الوعود وثقتها به أكثر ثم تغيره أكثر وأكثر كلما شعر بأنها تقترب منه ... فقد جعلتها تصرفاته أن تضح حدا وتكتب سطور النهاية ...

كتبت النهاية رغم أنها مازالت تتذكر كل ما كان والعجيب أنها لا تتذكر سوى أجمل الكلمات والمواقف ... وإن تذكرت مواقفه التى آلمتها لا تفكر فى عتابه عليها .. فقط تفكر فى نسيانها له.... 




     تنتهى الحوارات بينهما لكنها لم تنتهى بداخلها فما زالت التساؤلات تتكرر ....... ...من المخطئ ؟؟ هل كانت مخطئة من البداية أن وافقته فى التعرف وإعطائه فرصه ؟؟

كان قرارها من البداية خطأ ... فقد فتح عليها باب الألم ولم تكن فى حالة تسمح لذيادة الألم بأوهام كاذبة ... فقد جنبت عقلها وكانت النتيجة ما تشعر به من ألم وعتاب داخلى ، ومازاد من ألمها أنها تراه وكأنها لم تكن يوما فى باله عذبها أن تتأكد أنها عنده كغيرها واحدة ضمن كثيرات قابلهن قبلها وإمتنع عن الحديث عنهن عندما سألته عنهن...

الأيام تحمل لنا الكثير من الأقدار والكثير من إختياراتنا تكون سببا فى ألمنا ، لكن فى  الأيام ما ينسينا ما كنا نظنه لا ينسى ...

وعندما يضعف القلب ويتألم نجد الكبرياء والعناد والصبر يأخذوا بيده حتى يقوى من جديد فى مواجهة من كان يظنهم سندا له ’’

تنتهى القصة ولا تنتهى الأيام بما تحمله من قصص جديدة لكن ليتنا نتخذ مما مضى دروسا نتعلمها وإن صاحبها عذابا ....

********************

شكرا لأبطال القصة ... شكرا أن كانوا سببا فى إلهامى لكتابة تلك القصة التى تنفرد  رغم تكرارها كثيرا 




***************


وإليهما أهدى 
.





هناك 4 تعليقات:

  1. ما أكثر قصصنا المتشابهة بكل تفاصيلها وجزئياتها ورغم ذلك تبقى لكل قصة رونقها الخاص ..

    سعيدة بمروري هنا ..

    كوني بخير اختي العزيزة.

    ردحذف
  2. نعم تتشابه القصص ولكنها تختلف النهايات ..
    دمت بخير أمة الرحمن

    ردحذف
  3. منوررررررررررررة يا ..... بنفسج عذرا لن أسميك وجع ... دعواتى أن يتحول لكل سعادة تملأ الدنيا عليك

    شكرا لمرورك ويسعدنى دوام تواجدك

    ردحذف
  4. ودمت أخى

    هى فعلا تتشابه رغم تفردها

    ردحذف

مرحبا بكل من دخل عالمى